الفوركس..النشأة وا لتطور

في عام 1944 م وبعد التدهور الاقتصادي الناجم عن الحرب العالمية
الثانية، تم عقد مؤتمر في بريتون وودز) Bretton Woods ( في الولايات
المتحدة الأمريكية، بهدف تحقيق الاستقرار في الاقتصاد العالمي.
وبموجب هذا المؤتمر تم تثبيت سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الذهب
بمايساوي 35 دولار للأوقية من الذهب.
وفي المقابل تم تثبيت أسعار العملات أمام الدولار الأمريكي، مع السماح
لقيمة العملة أن تتغير بالارتفاع أو الانخفاض بنسبة لا تتجاوز 1% من
قيمتها الثابتة، وفي حال تجاوز هذه النسبة يحق للدولة متمثلة في البنك
المركزي أن تتدخل لإعادة العملة لنطاقها الطبيعي.
كما نتج عن هذا المؤتمر إنشاء صندوق النقد الدولي
International Monetary Fund( ( بهدف تنظيم عمليات شراء وبيع
العملات وتسهيل عمليات الدفع بالعملة الأجنبية بين الدول.




) 1971 م( إنهيار نظام بريتون وودز

في عام 1971 م تعرض نظام بريتون وودز لأول اختبار حقيقي بسبب
التقلبات التي حدثت في سعر صرف الدولار الناتجة عن تمويل الرئيس
الأمريكي "جونسون" لحرب فيتنام، مما أدى إلى انعدام الثقة في الدولار
وكارثة كبرى في الاقتصاد الأمريكي حينها.
وخلقت هذه الأزمة موجة حادة من ردود الأفعال السلبية عن الاتفاقية،
وبدأ التفكير في نظام بديل لمعدلات الصرف الثابتة يمكنه مواجهة
الظروف الاقتصادية المختلفة.

وفور انتخاب الرئيس الأمريكي "نيكسون" عام 1971 م قام بإلغاء نظام
تثبيت سعر صرف الدولار مقابل الذهب، وبالتالي ألغي تثبيت أسعار
العملات مقابل الدولار؛ مما ترتب عليه انهيار نظام بريتون وودز.

تعويم سعر صرف العملات ) )Floating Exchange Rates

نتيجة لانهيار نظام بريتون وودز توجهت الكثير من الدول إلى نظام
تعويم سعر الصرف )السماح لسعر صرف العملة أن يتغير حسب العرض
والطلب(، مع الاحتفاظ بإمكانية تدخل البنوك المركزية للسيطرة على
العملة إذا أصبحت تحركاتها خطيرة على اقتصاد الدولة.
ونتيجة لتعويم سعر صرف العملات أصبحت العملة سلعة تتحدد قيمتها
طبقاً للعرض والطلب وأصبح سعر صرفها يعتمد على مستوى الدولة
الاقتصادي والنمو القائم بها.
وأدى ذلك إلى ظهور نوعية جديدة من المستثمرين في الثمانينيات تم
تسميتهم بالمستثمرين المضاربين ) Speculative Investors (، وكانوا
يستفيدون من تغير سعر صرف عملة مقابل الأخرى في المضاربة،
وكانت هذه التجارة قاصرة على رجال الأعمال والبنوك وصناديق
 الاستثمار الكبرى بحد أدنى للاستثمارات مليون دولار.
وتطورت الفكرة عام 1996 م حيث ظهر وسطاء التجزئة في سوق
العملات ) Forex Retail Brokers ( وكانوا يقومون بشراء العملات بمبالغ
ضخمة ثم يقومون بتجزئتها للعملاء.
وأدى وجود وسطاء التجزئة إلى حدوث نقلة تاريخية في سوق العملات
فظهرت فئات جديدة في سوق العملات وهم:
شركات الاستثمار الصغيرة ) )Small Business Investment Companies
وهي شركات ذات رؤوس أموال صغيرة تقوم بالاستثمار في سوق
العملات.
المضاربين الأفراد ) )Individual Speculators
وهم أفراد مستقلون يقومون بالاستثمار برؤوس أموال صغيرة في
سوق العملات.
وبدأ دخول المستثمرين من جميع أنحاء العالم إلى سوق العملات، وكانت
الشريحة الكبرى الوافدة إلى هذا السوق الجديد هم مضاربي السوق
الأمريكي للأسهم وذلك بعد انهياره في الثمانينات والتسعينات، حيث
وجدوا في سوق العملات الملاذ الآمن والمناسب لاستثماراتهم.
 
Top