شهدت محافظة البحيرة صباح اليوم الأربعاء كارثة كبرى، بعد تصادم أتوبيس مدارس يستقله طلاب مدرسة الأورمان بالقرب من قرية أنور المفتى باتجاه الإسكندرية أدى إلى تفحمه بالكامل، بعد اصطدامه بسيارة محملة بالبنزين، وأسفر الحادث عن تفحم جثث 13 طالبا وإصابة 18 بينهم حالات خطيرة جدا، تم نقلهم لمستشفى دمنهور العام. وحرص المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء بمرافقه اللواء مصطفى هدهود، محافظ البحيرة ووزراء الداخلية والتنمية المحلية والصحة والنقل والأوقاف والتضامن الاجتماعى والشباب والرياضة على زيارة مصابى حادث اصطدام 4 سيارات (أوتوبيس نقل طلبة مدرسة الأورمان الفندقية وسيارة ملاكى بها زوج وزوجة وابن وسيارتى نقل) واحتراقها جميعا على الطريق الزراعى عند أبو حمص، والذى أسفر عن إصابة 16 من طلبة المدرسة الفندقية وسائق الأوتوبيس، وتم نقلهم لمستشفى دمنهور التعليمى وتحويل عدد 4 حالات منهم إلى مستشفى مصطفى كامل العسكرى بالإسكندرية، ووفاة 18 حالة منهم عدد 3 حالات بالسيارة الملاكى، وجارى التعرف على أسمائهم نتيجة تفحم الجثث. وقال المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، إن هناك استنفارا كاملا للدولة المصرية لمواجهة الإهمال حتى لا تتكرر حوادث الطرق الأليمة، مشددا على أن "هناك إرهابا جديدا اسمه الإهمال"، يجب أن نتصدى له وبحزم. وأضاف رئيس مجلس الوزراء، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أنه ستتم معاقبة المتورطين والمسئولين عن هذا الحادث بكل حسم. وأشرف رئيس الوزراء والوفد المرافق له حالياً، على نقل مصابى الحادث من المطار إلى مستشفيات القوات المسلحة بالقاهرة، لتلقى العلاج اللازم، وصرح رئيس مجلس الوزراء بأنه تم نقل 10 مصابين إلى مستشفيات بالقاهرة. وأكد محلب أن هذا الحادث الأليم سيستنفر المجتمع كله للقضاء على الإهمال، مشيراً إلى أنه مثلما يصطف المجتمع كله فى مواجهة الإرهاب، سيصطف أيضاً، حكومة وشعباً، لمواجهة مظاهر الإهمال فى شتى مناحى الحياة، فى منظومة واحدة. وأضاف "محلب" أن هناك إجراءات مشددة من المقرر اتخاذها ضد المسئولين فى الحادث الأليم، وأوضح أن الدولة جميعها فى حالة استنفار كامل، وستكون هناك محاسبة للمسئولين والمتورطين فى هذا الحادث. فيما قررت الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى مضاعفة قيمة المساعدات لجميع ضحايا حادث البحيرة، كما تقرر نقل المصابين لمستشفى القبة العسكرى بثلاث طائرات هليكوبتر على أن يصرف مبلغ 10 آلاف جنيه للمتوفى بدلا من 5 آلاف جنيه، وألفى جنيه للمصاب بدلا من 1000 جنيه. وأوضحت وزيرة التضامن الاجتماعى فى بيان لها، أن ما تقرر صرفه ليس تعويضا، وإنما مساعدات إنسانية للتكاتف مع الضحايا وأسرهم، لأن الدم المصرى لا يعوض ولا يقدر بثمن. ووجهت وزيرة التضامن الاجتماعى تعليمات لمدير مديرية التضامن بالبحيرة بسرعة التوجه لمكان وقوع الحادث، وحصر أعداد الضحايا من المصابين والمتوفين، ووضع كل الإمكانيات بالمديرية لصالح المنكوبين وأسرهم فى محاولة لإعادة التوازن لحياتهم الطبيعية ومساعدتهم على تجاوز الآثار الناجمة عن الحوادث، وكذلك متابعة أسر الضحايا وتقديم كل الخدمات والمساعدات لهم حيث قررت الوزيرة مضاعفة قيمة المساعدات لضحايا الحادث وأسرهم. وفى سياق متصل قالت هيئة الطرق والكبارى إن اللجنة الفنية التى تم تشكيلها فور وقوع حادث تصادم البحيرة انتهت إلى أن الحادث المرورى يتحمل مسئوليته سلوكيات السائقين، وأن الطريق مطابق للمواصفات وبه كل العلامات الإرشادية. وأضافت الهيئة فى بيان لها: "انتقل فور وقوع الحادث الدكتور سعد الجيوشى رئيس هيئة الطرق والكبارى إلى موقع الحادث ومعه لجنة فنية متخصصة لمعاينة الطريق هندسياً وفنياً، لافتة إلى أن اللجنة أصدرت تقريراً فنياً عن ملابسات الحادث ووصفه وأسبابه". وتابعت الهيئة: "تقرير اللجنة قال إن الحادث فى المنطقة الواقعة بطريق دمنهور أبو حمص عند دوران الكيلو 48، فى مسافة تبعد عن الإسكندرية 48 كيلو مترا.. والطريق فى منطقة الحادث به ثلاث حارات لكل اتجاه ويوجد فاصل خرسانى بين الاتجاهيين". وأوضحت الهيئة أن اللجنة الفنية أكدت أن الدوران الذى وقع به التصادم مطابق للمواصفات وعليه اللافتات الإرشادية الخاصة بالدوران، كما أن العلامات الإرشادية والتحذيرية متواجدة على هذا الطريق الذى تم رفع كفاءته منذ عام وحالته جيدة جداً، والسرعة المقررة عليه 90 كيلو. واستطردت الهيئة: "كان هناك سيارة محملة بمواد بناء (زلط ورمل) تسير برعونة بما يزيد على السرعة المقررة قادمة من الاتجاة القادم من القاهرة إلى الإسكندرية قامت بتضييق مساحة الحارة المرورية التى يسير عليها أتوبيس الرحلات المحمل بالطلاب قبل الدوران عند الكيلو 48 ما أدى إلى تفادى سائق أتوبيس الرحلات للدخول إلى الدوران عند الكيلو 48 بكامل سرعته، ليخرج إلى نهر الطريق الآخر القادم من طريق الإسكندرية وباتجاه القاهرة ليبدء سلسلة تصادم عشوائية بين أربع مركبات الأولى ملاكى لتتصادم مع أتوبيس الرحلات الهارب من رعونة سائق النقل بالاتجاة الآخر ليرتطم الملاكى مرة أخرى مع سيارة جامبو محملة بالقمح من اليمين ليرتدوا نتيجة التدافع إلى يسار الطريق فى منتصف أتوبيس الرحلات لتشتعل مواد بترولية ويشعل النيران فى أتوبيس الرحلات والمركبات المجاورة". وأهابت الهيئة فى بيانها سائقى المركبات بالالتزام بالسرعات المقررة حفاظاً على أرواحهم وأرواح من يئتمنوهم على أرواحهم. ومن جانبه قال المهندس هانى ضاحى وزير النقل، إن تصادم البحيرة وقع نتيجة خطأ من سائق أتوبيس الرحلات الذى كان يستقله الطلاب، لافتا إلى أن المصابين أكدوا أن السائق كان متأخرا عن موعده، لذلك كان يقود متجاوزا السرعة المقررة. وأضاف وزير النقل فى تصريحات لـ"اليوم السابع": التصادم وقع نتيجة إهمال سائق أتوبيس الرحلات الذى ما زال على قيد الحياة، لافتا إلى أنه انتقل مع رئيس الوزراء لزيارة المصابين بمستشفى دمنهور الذين أكدوا قيادة سائق الأتوبيس بسرعة كبيرة. وأوضح الوزير أن الطريق الذى وقع عليه التصادم مطور منذ أقل من عام ومطابق للمواصفات، لكن الإهمال من سائق أتوبيس الرحلات أدى إلى هذا الحادث، مستطردًا: "حادث محزن وقع نتيجة الإهمال، وربنا يصبر أهالى الضحايا". وقال ضاحى إنه سيتم نقل مصابى تصادم البحيرة إلى مستشفيات القاهرة بواسطة الإسعاف الطائر، لافتا إلى أنه انتقل مع رئيس الوزراء لزيارة المصابين بمستشفى دمنهور، مستطردا: "حال المصابين وأسر الضحايا يُحزن". وأضاف الوزير أن حادث التصادم وقع نتيجة لسلوكيات سائق أتوبيس الطلاب وتجاوزه للسرعة وفقا لرواية المصابين. وأكد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية أنه كلف مديرى إدارات المرور على مستوى الجمهورية بتكثيف التواجد المرورى على كل الطرق والمحاور المرورية وتعزيز أجهزة الرادار لضبط مخالفات السرعة واتخاذ الإجراءات الحاسمة تجاه المخالفين. وأشار الوزير إلى أن الحملات مستمرة ومتواصلة على كل الطرق والمحاور الرئيسية لتحقيق الانضباط المرورى فى الشارع المصرى، لافتا إلى أن الحملات أسفرت خلال شهر واحد عن ضبط 13 ألفا و797 مخالفة مرورية متنوعة من بينها 22 ألفا و148 مخالفة تجاوز السرعة "رادار" و67 مخالفة سير عكس الاتجاه و6535 مخالفة سير دون ترخيص قيادة أو تسيير، بالإضافة إلى ضبط 436 سائقا يقودون سياراتهم تحت تأثير المخدر أو الخمر من إجمالى 1296 تم فحصهم، وناشد وزير الداخلية المواطنين الالتزام بقواعد وآداب المرور حرصا على سلامتهم وأمنهم وكذلك الممتلكات العامة والخاصة. وقال محافظ البحيرة اللواء مصطفى هدهود، إنه سيتم التحقيق بشكل موسع فى حادث تصادم 3 سيارات وأتوبيس مدرسة الأورمان، مضيفا أنه لابد من اتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة الحوادث المتكررة على الطريق، وأضاف "هدهود" خلال اتصال هاتفى لفضائية "نيل نيوز"، اليوم الأربعاء "على السائقين مراعاة ضمائرهم". ومن جانبها قررت إدارة مدارس الأورمان الفندقية الثانوية بالإسكندرية، اليوم الأربعاء، وقف الدراسة داخل المدارس، عقب حادث اصطدام أتوبيس الطلاب بمحافظ البحيرة. وقال جبريل عبد الفتاح، مدير مدارس الأورمان الثانوية الفندقية بمنطقة العجمى: "إن القدرة الاستيعابية للأتوبيس 25 طالباً من مختلفة المراحل التعليمية، ويتم نقلهم من دمنهور إلى مدرسة"، موكداً أن هناك نحو ثلاثة أتوبيسات تخدم دمنهور لنقل الطلاب إلى المدرسة، ولذلك أن السائق ليس مقيدا بأسماء طلاب ليتم نقلهم". وأضاف "عبد الفتاح": "أن إدارة المدارس ليست مملوكة للأتوبيسات التى تنقل الطلاب، بل تقوم بالتعاقد مع إحدى الشركات الخاصة حتى تنقل الطلاب"، مضيفا: "حتى الآن لم يتم تحديد الطلاب الذين لقوا مصرعهم فى حادث المؤسف اليوم لكونهم من مختلفة المراحل التعليمية، وأن المدرسة على تواصل مع وكالة الوزارة لتحديد أسماء الطلاب".
نقلا عن جريدة اليوم السابع
نقلا عن جريدة اليوم السابع
إرسال تعليق